آمال حاجي 24 ديسمبر 2010

المهرجان الثقافي المغاربي للموسيقى الأندلسية في طبعته الثانية
روحانية الكلمة واللحن

القليعة- بحفل متميز أطفأ المهرجان الثقافي المغاربي للموسيقى الأندلسية شمعته الثانية بعد أن عرف مشاركة فرق موسيقية مرموقة وعازفين منفردين من الجزائر، المغرب، تونس، ليبيا، ومرسيليا، تألقوا بمدينة القليعة، وأثبتوا كفاءتهم في صنائع فنون الآلة، ويتعلق الأمر بجوق الملاك الأبيض حمدي بناني، ومجموعةُ شبابِ الرباط من المغرب، إلى جانب فرقةِ شيوخ بنزرت من تونس، فرقة مزج من مرسيليا، وفرقة الزاوية للمالوف والموشحات من ليبيا، إضافة إلى مشاركة الجوق الجهوي لكل من مدينة قسنطينة، تلمسان، تيبازة والجزائر العاصمة، رفقة العديد من الفنانين الذين أطربوا الحضور بأغان من غدير الفن الأندلسي العريق.

وفي طبعته الثانية، عرف المهرجان تكريم الشيخين عبد الرحمن بلحسين وعبد الغني بلقايد، اللذان أمضيا عمرهما في خدمة التراث الموسيقي الأندلسي الجزائري وإيصاله للأجيال القادمة.

نوبات من التراث الأندلسي الأصيل، أبدع فيها الفنان حمدي بناني الذي أطرب وأمتع الجمهور ليلة افتتاح المهرجان المغاربي للموسيقى الأندلسية.

إيقاع وكلمات أبرزت البعد الحقيقي للتقاليد الثقافية لمدينة قسنطينة التي أبدعت فرقتها في مزج الألحان الموسيقية الأندلسية العتيقة رفقة الفنان مبارك دخلة. وتألقت فرقة شباب الرباط من المغرب، وشدت بجمالية إنشادها جمهور مهرجان الموسيقى الاندلسية الذي تجاوب بعفوية مع الأغاني المغربية الشعبية المختارة. غنوا فأطربوا الأسماع، وتفاعلوا مع الجمهور فأمتعوا الحضور.

السهرة الثالثة تميزت برصيد فني أسر القلوب بوصلات وأنغام أندلسية راقية وعذبة للفنانة ليلى بورصالي رفقة الجوق الجهوي لمدينة تلمسان تحت قيادة الموسيقي الشاب ياسين حماس. ومن تونس الخضراء قدمت مجموعة شيوخ بنزرت تحت قيادة حبيب القيزاني، مقطوعات أندلسية تمتد جذورها وتترسخ بشكل واضح في أعماق التراث المغاربي.

المتعة ورقي الكلمات والأنغام لم تغب عن أجواء السهرة الرابعة، بحضور الجوق الجهوي للجزائر العاصمة، برفقة الشيخ مصطفى بن قرقورة، الذي زرع بعذوبة صوته الدفء وسط الحضور. وبعذوبة صوت ساحرة، شد جوق مزج من مرسيليا الحضور بأنغام مزجت ببراعة بين ألوان الفن الأندلسي والكورسيكي، فأمتعت الجمهور بجمالية الحضور وروعة الأداء.

امتزاج عبق الفن والأصالة، أعطى أنغاما خاصة استمدت روحها من قصائد شعرية شهيرة، أطربت بها من الفرقة النسوية، رفقة الفنان كاتب نجيب الجمهور، فشكلوا "نمنمات" تسر الروح وتتجاوب معها الجوارح. فرقة الزاوية للمالوف والموشحات مكنت الجمهور الحاضر بالقليعة من اكتشاف سحر الكلمة الموزونة ذات البعد الثقافي والروحي التي تكتنف حروفها كل معاني الأمل، التسامح والتسامي نحو مدارج المحبة والإخاء.

سهرة الاختتام جمعت بين الأداء المتميز للفرقة النموذجية لولاية تيبازة تحت قيادة الشيخ إسماعيل حاكم، وقوة حضور الفنان سعد الدين الأندلسي، وبين أصالة جوق عبد الحميد طالب بن دياب، لتنسج فقرات موسيقية وثيقة لا تنفصل أوتارها.

ستة أيام، عاشت فيها مدينة القليعة على أنغام الموسيقى الأندلسية الراقية، استمتع جمهورها وطرب لها عشاقها وأبحروا لاكتشاف سحر الأندلس وموسيقاها من الموشحات والصنائع.


يوم 20/12/2010
آمال.ح