آمال حاجي 04 مارس 2011

"تاريخ حضارة تلمسان ونواحيها" موضوع ملتقى دولي بتلمسان

الجزائر- احتضنت جامعة "أبو بكر بلقايد" بتلمسان من 20 إلى 23 فبراير الجاري، فعاليات أشغال الملتقى الدولي الأول حول "تاريخ حضارة تلمسان ونواحيها" والذي يندرج في إطار الأنشطة المبرمجة في إطار تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2011". وتم خلال أشغال هذا اللقاء الذي جمع باحثين وخبراء في التاريخ وجامعيين من عدة بلدان منها المملكة العربية السعودية وأسبانيا وفرنسا والعراق والأردن والكويت والمغرب وماليزيا وفلسطين وليبيا وألمانيا وتونس والجزائر وغيرها الذين ناقشوا خمسة محاور أساسية لإبراز مختلف الحقبات التاريخية لمدينة تلمسان.

وخلال الجلسة الافتتاحية، قدمت وزيرة الثقافة، السيدة خليدة تومي، شكرها للأساتذة المشاركين في هذا اللقاء والقادمين من مناطق مختلفة من العالم، مؤكدة أن العلم والبحث العلمي لا يعرفان الحدود والمسافات. كما أبرزت الوزيرة "المراحل المضيئة" لتاريخ تلمسان وحضارتها المتميزة بالأعلام الفكرية والثقافية والفنية مشيرة إلى الشخصيات البارزة التي أنجبتها المنطقة عبر مختلف الحقب التاريخية.

ومن جهته، قدم رئيس اللجنة العلمية للملتقى السيد عبد المجيد بوجلة موضوع اللقاء حيث أكد أن تلمسان التي تزخر بتاريخ حافل خلال الحقب والأزمنة التاريخية المتعاقبة كانت "الحاضرة والقلعة الحضارية منذ زمن الفتوحات لتتحول إلى عاصمة سياسية كبيرة استقطب تاريخها مظاهر مختلفة من الازدهار الحضاري". وأضاف نفس المتحدث أن تلمسان قد تمكنت من ربط العلاقة مع دول الجوار والبلاد البعيدة" واشتهرت بالعلم والعلماء والأولياء الصالحين حتى أضحت "منارة علمية وثقافية ومحطة عبور هامة بين مختلف الأسواق والمراكز التجارية".

وقد ناقش المنظمون خمس محاور للنقاش خلال الأشغال هي "تلمسان في العصور القديمة" حيث تطرق أهل الاختصاص إلى مرحلة ما قبل الفتوحات والتحولات الاجتماعية التي شهدتها المنطقة آنذاك، في حين خصص المحور الثاني لموضوع "تلمسان في عهد الفتوحات الإسلامية" لتسليط الضوء على التطور السياسي في عهد الإمارات والدويلات وإبراز الحياة العمرانية والفنية والاجتماعية والاقتصادية والتصوف. أما المحور الثالث فألقى الضوء على تلمسان في العهد العثماني حيث تم التطرق إلى الأوضاع السياسية والعسكرية والحياة الاجتماعية بتلمسان. وكانت فترة الاستعمار الفرنسي موضوع المحور الرابع من الملتقى، الذي تناول الاحتلال والتوسع الاستيطاني والمقاومة الوطنية، وكذا نشاط الحركة الوطنية وتأثير القمع الاستعماري على السكان. كما اختير للمحور الخامس عنوان "تلمسان في الكتابات العربية والأجنبية" مع التأكيد أساسا على "النصوص التاريخية وكتب الرحالة والمخطوطات" التي خلفها التراث الوطني النفيس ببعض المكتبات.