آمال حاجي
18 أغسطس 2010
جعل الله رمضان شهر رحمة ومغفرة وعتق من النار، وجعله أيضا موسمًا للعبادة من صلاة، وصيام، وتهجد، وقراءة للقرآن... وفوق كل ذلك يلتزم فيه المسلم بآداب نبوية في طعامه وشرابه، فلا يصون بدنه فحسب، بل ينال في كل ركن من أركان هذا النظام الصحي النبوي الأجر والمثوبة من الله.
1.عجل بالإفطار: فقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتعجيل بالإفطار فقال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" متفق عليه. ووراء ذلك فوائد طبية وآثار صحية ونفسية هامة للصائمين. فالصائم في أمس الحاجة إلى ما يُذهب شعور الظمأ والجوع، والتأخير في الإفطار يزيد انخفاض سكر الدم، ويؤدي إلى الشعور بالهبوط العام، وهو تعذيب نفسي تأباه الشريعة السمحاء.
2. افطر على رطبات أو بضع تمرات وماء: ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإنه بركة، فإن لم يجد تمرًا فالماء، فإنه طهور" رواه أبو داود والترمذي. وقد اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأطعمة دون سواها لفوائدها الصحية الجمة، وليس فقط لتوفرها في بيئته الصحراوية، فالصائم يكون بحاجة إلى مصدر سكري سريع الهضم؛ يدفع عنه الجوع، مثلما يكون في حاجة إلى الماء، وأسرع المواد الغذائية امتصاصًَا المواد التي تحتوي على سكريات أحادية أو ثنائية، ولن تجد أفضل مما جاءت به السنة المطهرة، حينما يفتتح الصائم إفطاره بالرطب والماء.
3. افطر على مرحلتين: فمن سنن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يعجل فطره، ويعجل صلاة المغرب، حيث كان يقدمها على إكمال طعام فطره. وفي ذلك حكمة بالغة فدخول كمية بسيطة من الطعام للمعدة ثم تركها فترة دون إدخال طعام آخر عليها يعد منبها بسيطا للمعدة والأمعاء، ويزيل في الوقت نفسه الشعور بالنهم والشراهة.
4. تجنب الإفراط في الطعام: والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فاعلا، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه" رواه الترمذي. وتناول كميات كبيرة من الطعام يؤدي إلى انتفاخ المعدة، وحدوث تلبك معدي ومعوي، وعسر في الهضم، يظهر بحس الانتفاخ والألم تحت الضلوع، وغازات في البطن، وتراخ في الحركة. هذا إضافة إلى الشعور بالخمول والكسل والنعاس، حيث يتجه قسم كبير من الدم إلى الجهاز الهضمي لإتمام عملية الهضم، على حساب كمية الدم الواردة إلى أعضاء حيوية في الجسم وأهمها المخ.
5. تجنب النوم بعد الإفطار: فالإفراط في الطعام كما ذكرنا يبعث على الكسل والخمول ويدفع الصائم إلى النوم بعد الإفطار، مما يحرم الشخص من صلاة العشاء والتروايح.
6. تسحروا فإن في السحور بركة: فقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسحور في حديثه المشهور: "تسحروا فإن في السحور بركة " متفق عليه. ولا شك أن وجبة السحور مفيدة في منع حدوث الصداع أو الإعياء أثناء النهار، كما تمنع الشعور بالعطش الشديد. وحث رسول الله صلى الله عليه وسلم على تأخير السحور: "ما تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور" رواه البخاري ومسلم. وينصح أن تحتوي وجبة السحور على أطعمة سهلة الهضم كاللبن الزبادي، والخبز، والعسل، والفواكه وغيرها. وفي الحديث الشريف: "إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم" متفق عليه.
7. حافظ على السواك في رمضان: فقد روى البخاري في صحيحه عن عامر بن ربيعة قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستاك، وهو صائم ما لا أحصي ولا أعد ". وفي السواك فوائد عديدة لسلامة اللثة والأسنان، وقد أثبت العلم الحديث أن هناك ثمان مواد كيميائية في السواك، تعمل على تبييض الأسنان، وتقوية اللثة، ومحاربة الجراثيم، والحفاظ على رائحة زكية في الفم .
8. الزم صلاة التراويح: فمن فوائد الصلاة الصحية أنها مجهود بدني بسيط منتظم الإيقاع، وبخاصة حركات الركوع والسجود، فإن المصلي يضغط على المعدة والأمعاء، فيحدث تنشيط لحركاتهما، وتسريع لعملية الهضم، فينام المسلم بعدها بعيدًا عن الإحساس بالتخمة وعسر الهضم. وفي وضوء المسلم وصلاته في جو رمضان شعور خاص براحة القلب، وسكينة النفس، والبعد عن القلق والتوتر العصبي. وفي ذلك شفاء للأمراض الباطنية الناجمة عن أسباب نفسية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "للصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه" رواه الترمذي .
10. انجز عملك بإتقان: فالبعض يشعر بالكسل والتواني أثناء النهار بحجة الصيام، والحقيقة أن الصائم يستطيع بقليل من الصبر إنجاز عمله في رمضان على أحسن وجه. ومما يروى في تراثنا الأدبي أن أحد الحدادين كان يعمل في ظهيرة يوم حار من أيام شهر رمضان، وكان جبينه يتصبب عرقا فقيل له: كيف تتمكن من الصوم، والحر شديد، والعمل مضني؟ فأجاب: من يدرك قدر من يسأله، يهون عليه ما يبذله.
عن موقع إسلام أونلاين