سَاعَاتٌ تَفْصِلُنَا عَنْ سُقُوطِ وَرَقَةِ الأَلْفَيْنِ وَأَحَدَ عَشَر مِنْ شَجَرَةِ السِّنِين
عَامٌ يَسْقُطُ مِنْ ذَاكِرَةِ الأَيَّام...
سَنُوَدِّعُهُ وَنُوَدِّعُ مَا حَمَلَهُ لَنَا
مِنْ أَتْرَاحٍ كَبِيرَة وَأَفْرَاحٍ جَمِيلَة
سَنُوَدِّعُ فِيهِ نَبْضًا كَانْ،
وَوَرْدًا زَرَعْنَاهُ في حَدَائِقِ الحَيَاة،
وَعِطْرًا نَثَرْنَاهُ في جَنَبَاتِ الرُّوح
عَامٌ آخَرُ يمْضِي... نَكْبُرُ عَامًا...
وَنَسْتَقْبِلُ نَبْضًا جَدِيدًا، وَعِطْرًا أَطْيَب
مَعَ بِدَايَةِ هَذَا العَامِ الجَدِيد
لَنْ أنتَظِرَ مَنْ رَحَلُوا،
ربَّمَا لأَننِي فَهِمْتُ
أَنَّهُمْ لا يُدرِكونَ مَعنَى الرجُوع،
بِقَدرِ إِتقَانِهِم لِفَنِّ الهرُوب
مَعَ بِدَايَةِ هَذَا العَامِ الجَدِيد
سَأَبتَسِمُ وَأَبتَسِمُ وَأَبتَسِمُ،
ربَّمَا لأَننِي أَدرَكتُ أَنَّ الحُزنَ
يَخْشَى الاقتِرَابَ مِنَ الوجُوهِ البَاسِمَة
مَعَ بِدَايَةِ هَذَا العَامِ الجَدِيد أَقُولُ شُكرًا
لِمَنْ رَسَمَ عَلَى شَفَتَايَ ابتِسَامَةً،
فَعَلَّمَنِي أَنَّ لِلأَشْيَاءِ البَسِيطَةِ معَانٍ كَبِيرَة
لِمَنْ تَمَنَّى فَشَلِي، وَرُغمًا عَنْهُ لَمْ أَفشَلْ،
فَعَلَّمَنِي أَنَّ الإيمَانَ بِالله مِفْتَاحُ النِّعَمِ العَدِيدَة
لِمَنْ نَافَقَنِي كَذِبًا، فَعَلَّمَنِي أَنَّ الحَيَاةَ
قَدْ تُخْفِي قُبْحَ عُيُوبِهَا وَرَاءَ جُدرَانٍ مُزَيَّفَة
مَعَ بِدَايَةِ هَذَا العَامِ الجَدِيد أَقُولُ
كُلُّ عَامٍ وَأَنْتُمْ تَرْفَلُونَ بِالسَّعَادَةِ وَالاطْمِئْنَان
كُلُّ عَامٍ وَأَنْتُمْ في ازْدِهَارٍ وَأَمَانٍ وَرُقَيٍّ
مقهى تفاصيل الأدبي
ثلة ماسية تقدم الأدب في أطباق من ذهب
مقهى تفاصيل الأدبي، أول موقع جزائري على شبكة الانترنت يهتم بالشعر والأدب، ينقش تعريفه ومشاركاته بلغة منسقة ومسجوعة من خيوط الإبداع والتميز، شكلًا ومضمونًا، أما أعضاؤه وزواره فيتمايزون بين الجزائريين والأشقاء العرب الذي يتوافدون كل يوم للانضمام لتلك الثلة الماسية التي تزين تفاصيل التفاصيل. لمعرفة مزيد من المعلومات عن الفكرة والهدف والآفاق ارتأينا التحدث مع مؤسس مقهى تفاصيل الأدبي، السيد أحمد عدوان.
- بداية، كيف تعرفون نفسكم؟
أحمد عدوان، العمر 37 سنة، شاعر جزائرِي صاحب ديوان مخطوط ينتظر النشر، ومؤسس موقع تفاصيل الأدبي. : www.tafasel.net/vb
- متى أنشأ مقهى تفاصيل؟
تمّ إنشاء مقهى تفاصيل الأدبي منذ عامين، وبالضبط بتاريخ السابع من سبتمبر 2008
- هل هناك من فكر معكم في إنشاء مقهى تفاصيل الأدبي؟
أكيد، الفكرة كانت مشتركة بيني وبين الإعلامية الأردنية مها الصمادي حينما فكرنا في إنشاء فضاء حر
للأدب بعيدا عن أجواء المنتديات والمواقع التي كانت تعج بها الشبكة، ولكننا أردنا شيئا مختلفا.
- عادة ما يكون للفكرة جذور، كيف جاءت فكرة أول مقهى أدبي جزائري على الانترنت؟
في الحقيقة لا يمكنني الادعاء أنه جزائري مئة بالمئة .. ولم أفكّر بذهنية القطريَّة ولكن يمكنني تسميته بمقهى أدبي جزائري أردني عربي .. الفكرة كانت بطريق الصدفة حينما ضاقت بنا المنتديات الأدبية المتوفرة على الساحة .. وكان يحزّ في نفسي غياب أي موقع يجمع الأدباء الجزائريين الشباب على الانترنت فقررنا إطلاق هذا الموقع من أجل جمع شمل من نعرفهم منهم وبالتأكيد لم نتعمّد أن يكون الموقع جزائريا وفقط لأنني لا أؤمن بالحدود القطرية .
- ما هو الهدف من وراء خلق هذا المتنفس الأدبي؟
الهدف هو خلق فضاء أدبي راقي من أجل جمع شمل الأدباء الشباب و تسهيل الاحتكاك فيما بينهم وتبادل الإبداعات الأدبية والخبرات في مجال الشعر والنثر والقصة .
- هل ساهم مجال دراستكم أو عملكم في التفكير في إنشاء مقهى تفاصيل؟
بما أن دراساتي أدبية أعتقد ذلك .. ولكن أعتقد أن ميولي نحو الشعر والأدب بصفة عامة ساهم في إصراري على تنفيذ الفكرة .
- لماذا وقع اختياركم على هذا الاسم؟
الاسم تمّ اختياره لكي يكون مميزا ومختلفا عن كلّ المواقع المتوفرة على الشبكة .
- هل تجدون فرقا بين المقهى والمنتدى والملتقى؟
الفرق بكل تأكيد ليس بالتسمية فقط .. الفرق هو في الجوهـر وفيما يُطرح داخل المكان، وأعتقد أن تفاصيل يضم نخبة مميزة من الأقلام الشابة التي أثبتت أنها على قدر عال من الموهبة الأدبية في مجال الشعر والقصة والخاطرة.
أكيد هناك الكثير من الأعضاء والزوار من الجزائر... ولكن بالمقابل يرتاد التفاصيل نخبة هامة من كثير من الدول العربية وهذا ما يجعل المكان يتمتع بتنوع جميل.
- هل هناك استراتيجية معينة تتبعونها لاستقطاب كبار الكتاب مثلا؟
في الحقيقة كنا سابقا نوجه دعوات للبعض وكانوا يسجلون كنوع من المجاملة ولكنهم سرعان ما يغادرون لذلك اكتفينا بمن يأتون عن قناعة سواء عن طريق صداقاتهم أو عن طريق محركات البحث .
- برأيكم لماذا تغيب مثل هذه المساحات الثقافية الجزائرية عن الشبكة العنكبوتية؟
الملاحظ على مستوى الجزائر غياب المواقع المختصة بالإبداع والأدب وبصفة عامة نحن نعاني خللا على المستوى الإعلامي حتى بعيدا عن النت، لذلك أمامنا شوط كبير من الجهد للوصول إلى مستوى ما وصلت إليه الدول العربية الأخرى.
- ماذا يقدم "مقهى تفاصيل" للشباب؟
ما يقدمه تفاصيل للشباب هو فرصة التواصل والاحتكاك مع مبدعين بمستوى إبداعي متقارب وهو ما يُعتبر فرصة لكل مبدع لكي يُثري تجاربه الإبداعية ويقارنها مع أشخاص يأتون من بيئات مختلفة ويمارسون نفس العمل الإبداعي .. وبالتأكيد هناك أقلام ذات مستوى مرموق .
الواقع الثقافي الأدبي تسوده الفوضى ربما كل الأسماء اللامعة التي تزخر بها الساحة لسبب أن الأمور عندنا تسند إلى غير أهلها لذلك حابل الإبداع يختلط بنابل المجاملات والإقصاء .
مقهى تفاصيل هو مجرد متنفس صغير أو بقعة ضوء يمكن أن تكبر وتتسع بتظافر الجهود، أمنياتي أن أتمكن رفقة الكثيرين من جعله ملتقى لكثير من المبدعين من مختلف الأرجاء.
الكاتبة عايدة بــدر
حرف ينبض حبًّا وكلمة تسكن السماء
عاشقة تسكن السماء، تبحر بحرفها وتأخذ قراءها في عالم وردي، تزينه أجمل المعاني. تتذكر طفولتها، فتطفو أحلامها التي قادتها لعالم الحرف والكلمة. أردنا التعرف عليها أكثر، فكانت لنا معها هذه الدردشة الراقية.
* بعيدًا عن عالم الأدب والخواطر الوردية، من هي عايدة بدر؟
عايدة تسكن السماء وتعشقها لذلك تتخذها مسكنا لها... لكن بما أننا على الأرض الآن، فأنا عاشقة للحرف المقروء والمكتوب... أحب القراءة وأعشق الكتابة سواء كان حرفي أو حرف غيري... سنواتي باختصار محصلتها دراسة للغة الفارسية وآدابها وتخصصت في مرحلة الماجستير في الأديان، والآن أدرس لنيل الدكتوراه.
* في مرحلة الطفولة تكثر الأحلام وتعدد ألوانها، بمَ كانت عايدة تحلم؟
كثيرة أحلام الطفولة ومبهجة، وعالم الطفولة عالم ثري وواسع الخيال يتيح لك أن تكوني فيه كل شيء.. أتذكر مثلا حلما لي بأن أكون طبيبة عيون وحتى الآن لا أعلم سر انجذاب طفلة صغيرة لهذا التخصص لكنه كان أحد أحلام الطفولة مثلا... ربما حلمي بأن يكون لي رسالة أستطيع أن أصل بها للناس من خلال ما أكتب هو الحلم الأقرب لما حاولت وأحاول تحقيقه الآن لذلك كانت تسيطر علي رغبة فعلية في ممارسة الكتابة و أظن أني بدأت التدرج الصحيح في سلم الكتابة بالقراءة منذ أول سنوات حياتي المبكرة جدا.
* شغفك بالقراءة منذ الطفولة كان له الأثر الكبير في دخولك عالم الكتابة والإبداع الأدبي؟
فعلا، بدايتي مع عالم الكتابة كانت عن طريق القراءة، وهي الخطوة التي أراها يجب أن تسبق الكتابة، وفي عالم القراءة لابد وأن يقضي الإنسان قدر ما يستطيع للنهل من كنوز النصوص والكتابات... بدأت في سن صغيرة جدا بقراءة عيون الروايات المترجمة العالمية عن اللغات الأجنبية قبل أن أقرأ الروايات والأعمال العربية، وربما كان لهذا الأمر شأن معي فيما بعد، تعرفت منه إلى عوالم أخرى بعيدة لا نعرفها، فتحت أمامي عوالم بعيدة، وأضافت إلى ما أتمتع به من خيال مساحات أخرى ساعدتني -ولا تزال- في تكوين رؤيتي للآخر.
أما الشعر فكان أول ما قرأت في سني هذه وكنت لا أزيد عن العاشرة من عمري، كانت أنشودة المطر لبدر شاكر السياب بالطبع كـطفلة صغيرة لم أفهم الكثير من معانيها وقتها، لكن لن أنسى أن هذا الشاعر هو من ترك في نفسي بصمة حبي للشعر، فعرفت من خلال أنشودته ما هو الشعر. قديما كانت هناك مجلة تصدرها وزارة الثقافة لا أدري هل ما تزال تصدر إلى الآن أم لا بعنوان "مجلة الشعر" كانت الأعداد القديمة منها هي ما أقرأ، ومن خلالها تعرفت إلى السياب، والبياتي، وبلند الحيدري، وصلاح عبد الصبور، وأمل دنقل... وغيرهم كثيرين من رموز الشعر والأدب. لم أفهم في البداية كل ما أقرأ ولكن لأني أحببت هذا العالم الساحر الذي كنت أنتقل معهم إليه، فقد كان كل همي ألا أغادرهم، استمتعت بصحبتهم جميعا، وكلما نضجت سنا كلما صاحبتهم أكثر، فتعرفت إلى أعلام الأدب العربي من الروائيين والشعراء مع استمرار حبي لقراءة الأعمال المترجمة، فكان ذلك دافعا ليخلق بداخلي حبا لدراسة اللغات التي كنت أقرأ أعمال أدبائها مترجمة للعربية.
* ما هي الكتب التي تثير فضولك؟
فكرة الكتاب في حد ذاتها مثيرة بالنسبة لي، وربما أكون تقليدية، فأنا لا أعترف بالكتاب إلا إذا ضممته بين يديَّ، لذلك مهما تعددت وسائل النشر يبقى الكتاب هو ما ألمسه وأشم رائحته، وتتفتح له مسام روحي... أما الكتب التي تثير فضولي فربما أحب كتب الفكر والفلسفة بعيدا عن كتب الأدب، والشعر، والنثر... كتب المعرفة العامة... باختصار أقرا أي شيء يقع تحت يدي حتى إن كان في غير تخصصي، وإن لم أفهم محتوياته كاملة لكن أحب المعرفة و أسعى إليها.
* لكِ عالم وردي خاص تسبحين في تفاصيله، حدثينا عنه؟
لي عالمي الخاص الذي أعشقه فعلا، ودائما ما أرمز إليه باسم الإشارة "هناااكـ" حتى أصبح أحد الرموز الخاصة بي، وهناااكـ هو العالم الأقصى، البعيد عن كل ما يمت للأرض بصلة... عالم روح وجسد كما ينبغي أن يكون – بالطبع كما أراه أنا– كما ترينه هو عالم وردي يعشق اللون و يقدسه و يتخذ من الحرف منهجا له ومن الروح دعامة... هناااكـ لا يوجد غيرنا أنا والحرف والروح بما فيها نمارس طقوس عبادتنا و توحيدنا للإله كما نراها... اتخذنا من الهناااكـ مكانًا قصيًّا بعيدًا عن ضوضاء البشر وضجيج أفعالهم...
* إذا قلنا "تعويذة عشق" فماذا ستقولين؟
"تعويذة عشق" كان أول إصدار لي تشاركنا أنا والمبدع "محمد طاهر" في وضع حروفنا السابحة في الخيال و التي كانت مجرد حروف نكتبها؛ لأننا نشعر بأنها يجب أن ترى النور حتى وإن كان على بياض الورق... كانت خيالا ثم أصبحت حروفًا، وأخيرا أصبحت أول نصوصنا المطبوعة التي ترى النور ونلمسها بين أيدينا... كانت ولا تزال تجربة رائعة خاصة أنها كانت مشتركة، فحتى تتمكني من توظيف حرفين مختلفين ليشكلا منهاجا واحدا، ليس بالأمر السهل ولا بالبسيط، ولكن تمكُّن الحرف المقابل ورونقه يجعلكِ لا تفكرين في الأمر على أنه مغامرة بل تتأكدين أن المكان الذي وضعتِ به حروفك مكان متميز جدا... فكانت "تعويذة عشق" فرعي نهر تم التقائهما ليشكلا نهرًا واحدًا... وقد سعدت حقا بالعمل مع الرائع "محمد طاهر" أخ وصديق على المستوى الإنساني، وشريك للحرف على مستوى الكتابة.
* كيف كانت بداية هذا المولود الأدبي؟
كانت البداية بحلم، والحلم هنا كان حلمًا حقيقيًّا، رأى فيه أخي طاهر أننا نوقع عقدا لكتاب، وعندما أخبرني قلت لابد وأنه كان يحلم فعلا، فلم يكن أمر النشر في ذهني أنا على الأقل، كنت أظن بصعوبة الأمر وأرى أن نصوصي لا تزال تحتاج إلى خبرة أكثر وعناية أكبر، ولكن أمام إصرار الحلم الذي بات يلح عليه، وأمام تعاونه بقيامه بالمراجعة اللغوية لنصوصي، وقراءتها، وتشجيع أصدقائي ممن كنت أقرأ لهم ويقرؤون لي في المواقع التي أكتب بها، فكرت في خوض المغامرة، وكانت مغامرة حقا لكونها المرة الأولى التي يواجه فيها حرفي جمهورًا آخر غير أصدقائي والمقربين والحمد لله أرى أن النتيجة كانت مرضية جدا لأنها أزالت من نفوسنا حاجز الخوف من مبادرة النشر للمرة الأولى.
* التجربة الأولى فتحت شهيتك لإصدار ثانٍ تمخض عنه ولادة تراتيل الصمت والمطر، أعطنا فكرة ولو بسيطة عن كتابكِ على الأقل للقارئ العربي الذي لم يصل إليه الكتاب؟
نعم كانت التجربة الأولى وإزالة حاجز الخوف من فكرة النشر، وما شعرت به من نضج لحرفي هو ما شجعني بالإضافة إلى تشجيع أصدقائي إلى فكرة تكرار تجربة النشر فكانت نصوص "تراتيل الصمت والمطر" وهي في مجملها نصوص نثرية مقسمة لخمس مجموعات، تضم كل مجموعة نصوصًا تشكل وحدة الفكر والمضمون، وترتبط بشكل وثيق بالعنوان فأنا أراها تراتيلًا روحية خرجت من أعمق نقاط روحي، أتحدث في بعضها عن فكرة الخلود وفي بعضها الآخر عن فكرة الصمت وفكرة المطر والأحلام وهناك مجموعة بعنوان إليك أنت... تتراوح في شكلها بين النصوص الفلسفية و بين النصوص الوجدانية لكنها في مجملها تعبر عن شيء مهم بداخلي و لذلك كان اختياري للعنوان حيث تشكل هذه التيمات من الصمت والمطر مفردات روحي و ذاتي أما تراتيل فهي لغتي التي أحب.
* ما هي الصعوبات التي يواجهها الكاتب برأيك؟
لعل أهم الصعوبات التي يواجهها الكاتب هي كيف يخرج إبداعه للنور فأمر النشر ليس أمرا سهلا سواء من حيث التكلفة المادية أو الاستعداد الروحي و النفسي للكاتب لكي يخرج أعماله للنور .. لكن قبل أن يفكر الكاتب في عملية النشر فلابد من الاعتراف بأمر هام و هو أين المبدعين الذين يراعون الكتاب ويقومون بتوجيههم و تقديم يد العون لهم.. لا أقول أن الكاتب طفل صغير يحتاج إلى رعاية و عناية و لكن إبداع الكاتب هو طفل صغير يحتاج إلى توجيه دون تدخل فيه و عناية و رعاية نقدية بناءة لا تهدم و لكن توجه و تبني الحرف ثم يأتي دور المؤسسات الثقافية التي يجب أن تتبنى أمر النشر و التوزيع.
* هل يستفزك النقد؟
على العكس لا يستفزني أنا بل يستفز حرفي و يجعلني أرنو إلى الأفضل و أتطلع إلى مزيد من ألق الحرف خاصة و أنا أعشق ما أكتب لأنه يخرج من روحي حاملا جزء منها... و النقد البناء الذي يهدف إلى بناء حرفي أرحب به جدا و حتى النقد الهدام كما نقول لا يستفزني أعتبره وجهة نظر أخرى أحترمها فليس ممكنا أبدا أن يتفق جميع البشر على اتخاذ موقف مماثل من أمر ما... فكما تختلف أذواق البشر باختلاف طباعهم.. تختلف بالتأكيد رؤيتهم للعمل و أنا في جميع الأحوال أحترم الرأي و الرأي الآخر.
* ما رأيك في الكتَّاب الشباب الذي أصدروا أول كتبهم انطلاقا من مدونات أو من وقائع حياتية صاغوها بطرق ساخرة؟
أقول لك أمرا هاما في نظري أن أي حرف يكتبه الإنسان هو في نظري حرف مقدس لأنه لا يخرج بسهولة و هو حرف يحمل جزء من روح صاحبه فكيف لا يكون مقدسا و من يطبعون كتبهم من خلال مدونات شخصية و مواقع حياتية بالتأكيد لديهم ما يودون قوله و لكن بطريقتهم الخاصة فطالما كان تقديم ما يودون قوله لا ينافي الحياء العام و لا يخدش الكرامة فلا مانع مما يكتبون خاصة إذا راعوا فيه قواعد اللغة التي يعتمدونها فاللهجة الدارجة أيضا لها قواعد و أصول يجب مراعاتها حتى لا تفقد كتابتهم جمالها و رونقها و بالتأكيد فكلنا حريصون على أن نصل للآخرين في أفضل صورة ممكنة لا نتجمل و لا نكذب نقدم أنفسنا كما نحن و لكن بمراعاة الآخرين أيضا.
* بعد تجربتين ناجحتين في عالم النشر، ما الذي تعدُّه عايدة لقرائها؟
بعد تجربتين كانتا في النصوص النثرية التي أعشقها حقا و أجد نفسي فيها رغم حبي للشعر الفصيح الموزون... ربما يكون العمل القادم في القصة القصيرة جدا ذلك القالب الذي يراه البعض شكلا حديثا و متطورا من أشكال القصة و إن كان في حقيقته شكلا قديما كان معروفا من قبل و لكن بغير ذات الاسم... و هو من الأشكال التي أحب الكتابة فيها و لي بعض أعمال قمت بتقديمها في أكثر من موقع الكتروني و الحمد لله فقد حازت على استحسان الكثيرين ربما هذا ما يشجعني على خوض غمار نشرها لتكون مغامرة أخرى في النشر بالنسبة لي.
* تخيلي أن كل العالم ينصت لكِ؟ ماذا ستقولين له ؟
إذا أنصت العالم كله لي فلن أزيد عليه عناء الاستماع خاصة و نحن نعيش عالم الضجيج و لكن أقول أننا خَلق واحد تعددت أشكالنا و ألواننا.. تميز بعضنا و تأخر البعض.. نلنا من الحياة على تفاوت أقدارنا و كانت هذه هدية السماء لنا و لكننا نملك في أيدينا أمرا لا تستطيعه لنا السماء و هو المحبة بين البشر... كيف نكره بعضنا البعض و نظلم و نجور و نحارب.. الإنسان أضعف مخلوقات الإله و لأنه ضعيف فلا يملك إلا محاربة الكائن الضعيف مثله لذلك كانت الحروب في أغلبها دليل ضعف البشر وانتكاساتهم وعندما ننظر حولنا و نجد العالم الآن يحتضر فذلك إيذانا ليبدأ عهد جديد عهد الإنسان حيث سيتحول الجميع إلى مجرد أدوات تؤدي ما قدره لها أداة مثلها... على الإنسان أن ينتبه إلى أن عمر البشرية قارب الزوال و هو لا يزال يفكر كيف يقضي على الضعيف مثله... لن يرتاح الإنسان و يستمتع بما أنجز من منجزات عديدة لأنه مشغول في التفكير كيف يقضي على نفسه أولا و على غيره.
* كلمة أخيرة؟
كلمة أخيرة ستكون بالتأكيد تقديم الشكر لك لهذا اللقاء الرائع بيننا ولأنك من هنا جعلتني أعيد اكتشاف ذاتي مرة أخرى و فتح أبواب لذكريات قديمة جدا و أخرى تتكون لتدخل في قاعة الذكريات لديّ من خلال هذا الحوار الرائع معك و الذي أشكرك عليه جدا وأحييكِ على طريقتك الرائعة في طرح السؤال... يعرف كيف يستخرج ما بداخل النفس بكل سلاسة... تحياتي لكِ و للجميع، مع التقدير.
حاورتها: آمال.ح
الجزائر- تمكنت المدونات أو المواقع في وقت قياسي، من فرض نفسها على الساحة الإلكترونية، وتمكن المدونون باختلاف مستوياتهم، وتوجهاتهم، من خلق متنفس لهم، يستطيعون من خلاله التعبير عن آرائهم، ونظرتهم في مسائل عامة، وخاصة، تمس مجتمعاتهم الصغيرة والكبيرة، كما لجأ بعض الصحفيين إلى التدوين، عن طريق حجز مساحة عبر شبكات، ومواقع التدوين الخاصة؛ ليفرغ مكبوتاته التي لطالما منع من نشرها في المؤسسة التي يعمل لديها.
تيارت- هي عاصمة أول حضارة إسلامية في المغرب، سماها الرستميون قديما تيهرت، وعرفت بعد الاستقلال باسم تيارت، فأصبحت عبر السنين عنوانا للتراث والحداثة معًا.
مدينة تيارت الضاربة في عمق الغرب الجزائري، مدينة تنام بطمأنينة في أحضان السهول الخضراء، المنحنية أمام جبالها الشامخة بألوانها المتدرجة وفق هندسة تراعي القواعد الجمالية للمدينة. مدينة يلقبها أهلها وزوارها بمدينة الحصان الأصيل والفرسان الأشاوس.
الحصان صديق الإنسان ورفيقه، يجمع بين جمال الهيئة ورشاقة الحركة، والسرعة الفائقة من جهة، وبين المقدرة العالية على التكيف وسلامة القيادة وعلو الهمة من جهة أخرى. هذا المخلوق الذكي جمجمته الطويلة وعظامه النحيفة جعلت منه رمزًا للقوة والصمود.
للخيل في مدينة تيارت مكانة خاصة، فقد كانت منذ زمن بعيد مهد الفروسية، ربما لثراء سهوبها وخصوبة مراعيها ما جعل منها موقعا ممتازا لتربية الخيول العربية الأصيلة والبربرية أيضا، وهو ما دفع بأوائل المحتلين الفرنسيين لتأسيس حظيرة شاوشاوى سنة 1877، لتصبح اليوم أكبر مركز لتربية الخيول في إفريقيا وأول مخبر علمي عربي يزاوج بين تربية الخيول العربية الأصيلة والبربرية الأصيلة.
بعيدا عن صخب المدينة وضجيجها ينزوي مركز شوشاوى لتربية الخيول وترقية السلالات ليتخذ الطبيعة البكر مأوى لترسم له لوحة فنية تعجز عبقرية أي فنان عن تجسيدها.
تضم حظيرة شاوشاوى أحسن سلالات الخيول العربية الأصيلة، والخيول البربرية، منها الأفراس الحوامل والوليدة، ومنها الخيول والأمهار، بألوان مختلفة منها الأبيض والبني والبني المحمر.
في تلك المراعي، أين العشب الأخضر، تنطلق الخيول لتجد حريتها التي تبحث عنها، وبعد يوم كامل تعود الأفراس إلى الإسطبلات فتروي عطشها وتتم باقي وجبتها ثم تخلد إلى النوم العميق.
على بعد سبعة وعشرين كيلومترًا عن مدينة تيارت، تستقبلك مدينة السوقر، التي تعد أهم مركز تجاري واقتصادي بالمنطقة، فهي تضرب موعدا لأحد أكبر الأسواق الأسبوعية في الجزائر، وثاني أكبر سوق للمواشي في شمال إفريقيا، إذ يأتيه التجار والموالون من جميع ربوع الوطن كل يوم سبت.
تستوعب الخيول ساحة كبيرة من السوق، أين تعرض الأحصنة بمختلف أنواعها وأعمارها من إناث وأحصنة وأمهار، تجلب من المنطقة وما جاورها أو يوردها تجار المواشي من الأسواق الأخرى، وتشترى من قبل رواد السوق من أبناء المدينة أو ما قاربها من الأرياف أو المدن إما للتربية المنزلية أو الزراعية.
جاءوا من بعيد أو من المنطقة ذاتها ما يلبث المتوافدون لسوق الخيول بالسوقر، أن يخوضوا في غماره بحثا عن حصان أو فرس بسعر مناسب ومن سلالة أصيلة عربية أو بربرية، تختلط في هذا الزحام أصوات المجادلة بين البائعين والمشترين، فعفوية العرض وإمكانية مناقشة أسعار البيع تتيح لهم فرصة الحصول على ما يبحثون بأسعار ترضي الطرفين.
إن كانت مدينة تيارت مشهورة بتربية الخيول، فإن مدينة سوقر معروفة بصناعة السروج، ولا يمكنك زيارة المدينة لاكتشاف هذه الحرفة دون المرور بهذا الدكان العتيق لصاحبه مختار الهبري. بين جنبات الدكان، عبق رائحة الجلد المدبوغ، وعلى جدرانه تواجهك سروج مزينة بخيوط الفتلة والمجبود، وأدوات تستغل في صناعة مختلف مستلزمات الخيول والفرسان.
الجودة والدقة المتناهية في الصنع عنوان ما يقدمه مختار في محله الصغير من سروج مختلفة ومتناسقة في اللون ونوعية الطروز، وغيرها.
في مدينة السوقر العديد من المحلات المختصة في صناعة السروج، أكثرها يقدم سروجا عادية وفاخرة، عربية التصميم أو غربية.
مدينة تيارت سجل شعبي اجتماعي واقتصادي مهم، يعكس المعالم الجزائرية في مختلف وجوه الحياة سواء تلك الماضية المتميزة بالعفوية والبساطة أو الحياة الحاضرة المتمسكة بأهداب الماضي الأصيل، ويكفيها شرفا أن تكون عاصمة للحصان الأصيل دون منازع، وتعمل بقول أبو عمر بن البر:
أحبوا الخيل واصطبروا عليها .:. فإن العز فيـها والجمالا
إذا ما الخيـل ضيعها أنـاس .:. ربطناها فأشركت العيالا
نقـاسمها المعيشة كل يـوم .:. ونكسوها البراقع والجلالا
آمال.ح
وأوضحت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن هارت كان طالباً بجامعة إيلينوي يوم حصل على حق استخدام كومبيوتر بمختبر أبحاث الجامعة، وقدرت قيمة الكومبيوتر الذي كان بين يديه بـ100 مليون دولار، فبدأ يفكر في مشروع يبرر هذا الرقم. وبعد المشاركة باحتفالات عيد الاستقلال في 4 يوليو توقف في متجر، وحصل مع مشترياته على نسخة من "إعلان الاستقلال" فطبعها وكان ينوي توزيعها في رسالة إلكترونية لكنه وجد من قال له أن الأمر سيتلف برنامج الكمبيوتر، فقرر وضع إشارة تقول أنه من الممكن تنزيل النص، وبذلك ولد "مشروع غوتنبرغ". وقال هارت في مقابلة سابقة: أن ما جعله يخترع الكتب الإلكترونية قبل غيره هو نفس الشيء الذي جعل المخترعين يقومون باختراعاتهم، وهو أن يكونوا في الوقت والمكان المناسبين مزودين بالخلفية المناسبة، وعلق قائلاً: "لا يستطيع أعظم السحرة في العالم أن يخرجوا أرنباً من القبعة إذا لم يكن هناك أرنب في القبعة.
وخلال عقد من الزمن، طبع هارت وحده "قانون الحقوق" و"الدستور" و«مغامرات أليس في بلاد العجائب» وغيرها، ليصبح في «مشروع غوتنبرغ» اليوم أكثر من 30 ألف كتاب في 60 لغة.
"تاريخ حضارة تلمسان ونواحيها" موضوع ملتقى دولي بتلمسان
وخلال الجلسة الافتتاحية، قدمت وزيرة الثقافة، السيدة خليدة تومي، شكرها للأساتذة المشاركين في هذا اللقاء والقادمين من مناطق مختلفة من العالم، مؤكدة أن العلم والبحث العلمي لا يعرفان الحدود والمسافات. كما أبرزت الوزيرة "المراحل المضيئة" لتاريخ تلمسان وحضارتها المتميزة بالأعلام الفكرية والثقافية والفنية مشيرة إلى الشخصيات البارزة التي أنجبتها المنطقة عبر مختلف الحقب التاريخية.
وقد ناقش المنظمون خمس محاور للنقاش خلال الأشغال هي "تلمسان في العصور القديمة" حيث تطرق أهل الاختصاص إلى مرحلة ما قبل الفتوحات والتحولات الاجتماعية التي شهدتها المنطقة آنذاك، في حين خصص المحور الثاني لموضوع "تلمسان في عهد الفتوحات الإسلامية" لتسليط الضوء على التطور السياسي في عهد الإمارات والدويلات وإبراز الحياة العمرانية والفنية والاجتماعية والاقتصادية والتصوف. أما المحور الثالث فألقى الضوء على تلمسان في العهد العثماني حيث تم التطرق إلى الأوضاع السياسية والعسكرية والحياة الاجتماعية بتلمسان. وكانت فترة الاستعمار الفرنسي موضوع المحور الرابع من الملتقى، الذي تناول الاحتلال والتوسع الاستيطاني والمقاومة الوطنية، وكذا نشاط الحركة الوطنية وتأثير القمع الاستعماري على السكان. كما اختير للمحور الخامس عنوان "تلمسان في الكتابات العربية والأجنبية" مع التأكيد أساسا على "النصوص التاريخية وكتب الرحالة والمخطوطات" التي خلفها التراث الوطني النفيس ببعض المكتبات.
ألمانيا- يعاني الكثير من المسنين من آلام بالغة وصعوبة في الحركة أثناء أداء الصلاة (الركن الثاني من أركان الإسلام وعماده)، الأمر الذي دفع التركي تورجاي ينيرر أحد أصحاب متاجر السجاد في ألمانيا، وبالضبط في مدينة كالسروه جنوب غربي ألمانيا، إلى ابتكار سجادة صلاة مقومة للعظام أطلق عليها اسم "المحراب".
السجادة الصحية، تبدو للوهلة الأولى سجادة عادية، لكن طولها يبلغ مترا وخمسة وعشرون سنتمترا، أي ما يزيد عن خمسة عشر سنتمترا عن السجادة العادية، وهي شبيهة بحصيرة اليوجا ملمسًا، فهي محشوة بمزيج من المواد الرغوية بسمك سنتمتر ونصف، شبيهة بمادة تستخدمها المستشفيات غالبًا. وصرح مبتكر سجادة "المحراب" ينيرر عبر تسجيل فيديو بثه على موقع "يوتيوب" إن سجادته ستخفف من آلام الركبة والظهر والأقدام أثناء الصلاة.
هذا ولجأ ينير إلى استشارة وأخذ موافقات علماء المسلمين على السجادة التي لا تحتوي على أي رسوم أو نقوش مسيئة. كما عمل على خمسين نموذجًا أوليًّا مختلفًا في الطول والسمك قبل أن ينتهي به المطاف إلى النسخة الأخيرة ويحصل على براءة اختراع لسجادته، علاوة على إشادة العلماء بها. وأوضح المخترع أنه لا ينبغي أن تكون سجادة (الصلاة) سميكة للغاية، فالمرء يجب أن يبذل بعض الجهد خلال القيام بالصلاة، وعن طول السجادة قال ينير أنها أطول من المعتاد، و إلا فإن المسافة بين الركبة والجبهة ستكون أكبر من اللازم خلال السجود.
لقد باع ينيرر نحو ألفي سجادة منذ الإعلان عنها عبر الإنترنت في أكتوبر الماضي. واشترى المسلمون في ألمانيا ستين بالمئة من هذه الكمية فيما يتم بيع الباقي في تركيا، حيث تنتج السجادة، الذي يهدف مبتكرها لتسويقها في كل أنحاء العالم.
الوكالات (بتصرف)