آمال حاجي 27 مارس 2010

عنـدما يصبح تنـاولها إدمــانًا
الوجبات السريعة والمعلبة تهدد الصحة وتنخر ميزانية الأسر


مع تنامي الطفرة الاقتصادية، وتزايد عدد من يقضون الساعات الطويلة في مكان عملهم، وكذا وجود الأطفال والمراهقين بمفردهم في المنزل، وخروجاً من روتين الطعام الذي اعتادوا عليه، يُفضِّل العديد من هؤلاء جميعًا اللجوء إلى الوجبات السريعة و المعلبة، بل ونجدهم يعرضون عن أكل البيت الغني بالفوائد، أو على الأقل المضمون من حيث النظافة، و يلجئون لأكل ما لا فائدة ترجى منه.

وبالرغم من الدور الكبير الذي يلعبه الغذاء في توزان الجسم ومدِّه بالطاقة اللازمة لاستكمال نشاطه، إلا أن تناوله غير المنتظم والمتوازن يعرِّض الجسم للعديد من الأمراض، فالسعرات الحرارية العالية وزيادة نسبة الكولسترول أهم ما يميزها، ضف إلى ذلك تفاوت أسعارها، ولكل ذلك تأثيره السلبي على ميزانية الأسرة. وقد تتجاوز هذه الظاهرة حدودها في بعض العائلات لتضفي جوًّا مفكَّكا، فقد لا يجتمع أفرادها على وجبة طعام واحدة في اليوم! والسبب يعود لهذه الأماكن التي تلاقي إقبالًا كبيرًا، خاصة من الأطفال والشباب، فالكل يطلب ما يشتهيه هناك ويشعر بالاستقلالية.

تتعدد الأسباب والأكل واحد...!!

وعن سبب اللجوء لتناول الأكل خارج المنزل، قالت لمياء -طالبة جامعية- أنها وبحكم الدراسة أصبحت لا تجد حلًّا إلا بتناول أي شيء سريع في إحدى المحلات المخصصة لذلك، وأنها تتكاسل لجلب الأكل من البيت، مع أنها تدرك مضار ما تتناوله في محل الفاست فود.
أما رضوان -طالب بكالوريا- فيقول أنه يفضِّل تناول وجبة الغذاء مع زملائه في محل الوجبات السريعة مع أنها غالية الثمن وقليلة الفائدة، لكنه تعوَّد على ذلك منذ وقت طويل، كما أنه يستمتع بالأكل مع رفاقه. وللأطفال أيضًا رأيهم في الموضوع فعفاف البالغة من العمر عشر سنوات ترى بأن الوجبات المقدمة في المحلات والمطاعم جميلة الشكل، ومنسقة، وهو ما يجعلها تلحُّ على الأكل خارج المنزل. أما صديقتها وئام فتحبذ أيضًا كل أنواع المعلبات بما فيها السلطات المشكلة والشيبسي، وتقول أنها مدمنة على تناولها.
وإذا كان رأي الشباب مؤيدًا للأكل خارج المنزل فالأمر مختلف بالنسبة للكبار الذين يرون أن الأكل المحضر في المنزل أنقى، أضمن وأفيد للجسم، مثلما كشفت لنا السيدة فاطمة -ربة منزل- التي ترفض أن يتعوَّد أبناؤها على الأكل خارج البيت، فهي ترى أن تناول مثل هذه الوجبات على فترات متباعدة في هذه الأماكن ممكن، لكن أن يكون أغلب طعامهم من المطـاعم أو من الأكل المعلب، فهذا أمر مرفوض؛ لأنه سيعود عليهم بالضرر الكبير.
في حين تعترف السيدة كوثر – موظفة بإحدى القطاعات- هي الأخرى بخطورة المواد المعلبة والسريعة حيث تقول أنه من أهم أسباب انتشار الأمراض السرطانية في عصرنا هو كثرة الاعتماد على هذا النوع من الأكل، وتضيف: "مع ذلك لا أنكر أنني أعتمد عليه بشكل كبير، فأنا كسيدة عاملة دوامي يمتد إلى الساعة الرابعة مساءً، ليس لدي الوقت لتحضير الطعام بشكل يومي وأعود من عملي منهكة جدًّا وأسهل شيء بالنسبة لي هو أن نأكل أي شيء يحضر بسرعة ولا يستغرق مجهودًا ووقتًا؛ ولهذا قد نأكل أطعمة معلبة أو نأتي بالأكل من الخارج، وكلاهما فيه ضرر خطير، فضلًا عن استنزاف ميزانية الأسرة".


الوجبات السريعة تفتقر للتوازن الغذائي

ولأن للطب كلمته، فقد أشار الدكتور ضياء مطر في أحد المواقع الإلكترونية لمدى تأثير هذه الوجبات على صحة الإنسان حيث قال أن الوجبات السريعة من أشد أنواع الأطعمة خطرًا على الجسم، إذ أثبتت دراسات عديدة أنها تُعد من العوامل الرئيسة المسببة لأمراض القلب، وتصلب الشرايين، والسمنة، والجلطات الدموية؛ بسبب ما تحتويه من قدر عالٍ من الدهون المشبعة والزيوت المحترقة... ولعل أهم ما تفتقره الوجبات السريعة هو التوازن الغذائي، إذ أن الغذاء المنزلي النظيف والمعد بطرق صحية وسليمة يحتوي على كمياتٍ متساوية من البروتينات، والدهون، والنشويات، والخضار، ومنتجات الحليب، وهو ما يضمنُ توفرًا غذائيًّا متكاملًا ومتوازنًا، يُساعد على النمو بشكل صحي دون إفراط أو تفريط.

هذا ويذهب علماء التغذية إلى أن ثلثي سكان العالم لا يحصلون على كفايتهم من السعرات الحرارية، كما يعانون من نقص البروتينات، والفيتامينات، والأملاح المعدنية سواء كان ذلك نتيجة نقص الغذاء أو سوء التغذية الذي ربما يُعزى في بعض الأحيان إلى الاعتماد على الأغذية المعلبة والوجبات السريعة التي لا يوجد فيها توازن غذائي كاف.
.
نـشر في مجلة رؤية مصرية

0 التعليقات:

إرسال تعليق