الملتقى العربي الأول للقصة القصيرة جدا يختتم أشغاله بالمغرب
شهدت المغرب على مدار ثلاثة أيام متتالية أشغال الملتقى العربي الأول للقصة القصيرة جدا، وذلك في الفترة الممتدة ما بين الخامس والسابع من شهر مارس الجاري. وعرفت هذه التظاهرة الثقافية نجاحا ملحوظا شارك فيه رسم معالمه العديد من المبدعين في هذا الفن الأدبي المميز من عدة بلدان عربية من بينها المغرب، ليبيا، السعودية، اليمن، العراق، تونس بالإضافة إلى الجزائر.
.
وافتتح الملتقى العربي الأول للقصة القصيرة جدا، الذي حمل شعار "القصة القصيرة جدا الراهن والآفاق" برسالة أدبية من ملتقى القصة القصيرة جدا بحلب، تدعو إلى الانفتاح على جميع الأنواع الأدبية، وتلبية الحاجة إلى الإبداع والتجديد، والحق في ممارسة كل أشكال التعبير ووسائله، فيما أكد القاص عبد الله متقي، مدير الملتقى، في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن مثل هذه الملتقيات إنما تحاول الانفتاح على مجموعة من المبدعين في هذا الفن لإعطائه دفعة قوية تساهم في تطوره وتساعده في فرض وجوده على الساحة الأدبية والنقدية.وكان الملتقى على موعد مع النقد الأدبي من خلال الندوة التي نظمها في اليوم الأول لهذه التظاهرة الثقافية، حيث تناولت راهن وآفاق القصة القصيرة جدا، في جلسة قام بتسييرها الكاتب والقاص المغربي أحمد بوزفور، في مداخلات نقدية، شارك فيها الشاعر فوزي عبد الغني بورقة بعنوان "النفس العميق أو القصة القصيرة جدا"، وتناول الناقد محمد رمصيص "آثام القص الممتع في القصة المغربية المومضة"، مفضلا مصطلح الومضة على القصة القصيرة جدا، وخصصت الناقدة سعاد مسكين ورقتها لـ "التحولات السردية والآفاق المستقبلية للقصة القصيرة جدا"، مركزة على بيبليوغرافيا موزعة بين زمني البدايات والتراكم، مع تحديد أنماط القصة وآفاقها وموضوعاتها، فيما ركز المترجم سعيد بن عبد الواحد، على الأرضية، التي نما فيها هذا الفن نظريا بأميركا اللاتينية، مع الناقدة فيوليتا روخو سنة 1997 في فنزويلا.وخصصت الجلسة الصباحية من اليوم الثاني لمجموعة من القراءات القصصية مع جمعة الفاخري من ليبيا، وطاهر الزراعي، وشيمة الشمري، وحسن الشحرة من السعودية، وبشير زندال من اليمن، ومصطفى الغتيري، وعبد الحميد الغرباوي من المغرب، وخصصت الجلسة المسائية لندوة ثانية حول "بورتريهات القصة القصيرة جدا بالوطن العربي"، شارك فيها نقاد ومبدعون عرب ومغاربة، أحمد حسن عسيري، وغادة محمد عبد الرحمان، وفاطمة بن محمود، وجميل حمداوي، ومحمد القعود، وعبد الدائم السلامي، وانتهى الملتقى في اليوم الثالث، بحفل أدبي في خيمة قصصية خارج محيط مدينة الفقيه بن صالح، خصص لقراءات قصصية شارك فيها فنانون محليون ومشارقة، في أجواء ريفية بمنطقة الخلفية، بعد زيارة القصبة الزيدانية، إحدى المعالم الأثرية والتاريخية المغربية، وتخللت القراءات الإبداعية تقاسيم على العود للفنان بابا الشيخ، فيما تكلف الروائي محمد حجو بتسيير القراءات رفقة المبدع عبد الواحد كفيح، واختتم الملتقى بحفل فني، خصص لتكريم القاص المغربي محمد إبراهيم بوعلو.
.
توصيات للنهوض بواقع القصة القصيرة جدا
.
وخرج الملتقى بعدة توصيات ساهم في صياغة بنودها كل من جمعة الفاخري من ليبيا، وخالد المرضي الغامدي من السعودية، وصبيحة شبر من العراق، ومصطفى لغتيري، وأنيس الرافعي، وعبد اللطيف بوجملة، وعمر العسري من المغرب.
وأجمع المشاركون في الملتقى الأول المنعقد في المغرب وبالتحديد في مدينة الفقيه بن صالح المغربية التي يسعى المشاركون إلى توطين الملتقى بها باعتبارها إحدى العواصم الثقافية العربية، المبادرة إلى تثبيت هذا الجنس الأدبي القادر على اختزال المعاني و الكلمات في قالب وجيز على أن القصة القصيرة جدا جنس أدبي يستحق الحصول على هوية خاصة به من حيث الشكل والبناء واللغة المستعملة، وبات لزاما الاهتمام بإدماجه في البرامج التعليمية و أخذه بعين الاعتبار ضمن مخططات مؤسسات تدبير الشأن الثقافي الأهلية و الرسمية. كما دعا المشاركون إلى ضرورة إنشاء رابطة عربية للقصة القصيرة جدا ، من بين مهامها المركزية التنسيق بين الإطارات و الملتقيات المهتمة بجنس القصة القصيرة جدا في الأقطار العربية، وكذا السهر على طبع ونشر الأعمال التي يخرج بها الملتقى من أعمال بحثية ونصوص نقدية في كتاب ورقي يظل مرجعا للباحث في شؤون هذا الجنس الأدبي، ولك يكتفوا بذلك بل قرروا إنشاء موقع إلكتروني يقوم من خلاله المبدعون في كتابة القصة القصيرة جدا بالتواصل مع غيرهم من خلال العمل على ترجمة ما يكتبون وهو ما سيضمن اكتشاف مرجعيات جديدة ومختلفة، تعمل على إثراء هذا الجنس الأدبي وتدفعه للرقي والتطور.
وفي الأخير اقترح المشاركون تحفيز المبدعين الشباب على الكتابة في هذا الجنس الأدبي، و ذلك بإحداث جائزة القصة القصيرة جدا للأدباء العرب الشباب.
نشر في مدونتي السابقة بتاريخ
11 مارس 2010
0 التعليقات:
إرسال تعليق