عبده خال ينال الجائزة الأولى ويثير جدلا في معرض أبو ظبي للكتاب
تمكن الكاتب والروائي السعودي عبده خال من اقتناص المركز الأول والفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الثالثة، وذلك عن روايته "ترمي بشرر" الصادرة عن دار الجمل بيروت-بغداد سنة 2009. وقد تم الإعلان عن الفائز الأول، خلال حفل عشاء رسمي أقيم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، حضره جمهور من المفكرين، والنقاد، والناشرين، والكتاب، والصحافيين العرب والأجانب.
وبعد الإعلان عن نتائج المسابقة، تناولت العديد من الصحف خبر مفاجئة الرقابة لزوار معرض أبو ظبي الدولي بسحب الرواية من جناح دار الجمل، كما حصل معها في العام الماضي حيث كان عنوان الرواية "ترمي بشرر" المقتبس من آية قرآنية سببا في سحب الرواية من معرض الرياض للكتاب، ونقلت على لسان صاحب دار الجمل، خالد المعالي أن الرواية سحبت بعد الإعلان عن فوزها بالجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر). وقال إنه كان يتوقع أن تفوز الرواية بالجائزة، ولذلك أحضر كمية كبيرة منها لبيعها في معرض الرياض الدولي للكتاب. هذا واعتبر العديد من مثقفين سحب الرواية تناقضا مع تعهدات وزارة الثقافة والإعلام بأنها لم ولن تمارس الإقصاء لأي دار نشر -داخلية أو خارجية- مشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب.
وفي سياق متصل أكد عبد الرحمن بن عبد العزيز الهزاع المتحدث الرسمي باسم وزارة الثقافة والإعلام أن رواية " ترمي بشرر " لعبده خال لم يتم سحبها من معرض الرياض الدولي للكتاب كما أشارت بعض الصحف مؤكدا أن الرواية متاحة للشراء في المعرض. وطالب المتحدث باسم الوزارة الصحيفة وغيرها من وسائل الإعلام بضرورة تحري الدقة في جميع ما ينشر والبعد عن الأخبار غير الصحيحة التي تهدف إلى إثارة البلبلة والتشويش على المعرض.
وأشار الهزاع في هذا الصدد إلى أن من أهم أهدف الوزارة من إقامة مثل هذا المعرض هو إتاحة الفرصة للمثقفين والزوار للاطلاع على آخر ما صدر من كتب في كافة التخصصات بما لا يتعارض مع الثوابت الرقابية التي نصت عليها السياسة الإعلامية في المملكة ونظام المطبوعات والنشر .
عبده خال يرمي بشرره على 115 رواية
وقد تم اختيار الرواية الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية من بين ست روايات، أعلن عن وصولها إلى اللائحة القصيرة للجائزة لسنة 2010 في شهر ديسمبر الماضي. والروايات الست هي: "يوم غائم في البر الغربي" للمصري محمد المنسي قنديل، "عندما تشيخ الذئاب" للأردني جمال ناجي، "أميركا" للبناني ربيع جابر، "وراء الفردوس" للمصرية منصورة عز الدين، "ترمي بشرر" للسعودي عبده خال، و "السيدة في تل أبيب" للفلسطيني ربعي المدهون، ويكافأ كل من الفائزين بعشرة آلاف دولار، إضافة إلى 50 ألفا للفائز الأول. وتأهلت للجائزة 115 رواية، رشحتها للتنافس دور نشر من 17 بلدا عربيا، وأعلنت اللائحة الطويلة التي تضم 16 رواية في القاهرة في نوفمبر الماضي.
وجاء الإعلان عن اسم الفائز بالجائزة على لسان رئيس هيئة التحكيم الكاتب الكويتي طالب الرفاعي، في حضور أعضاء لجنة التحكيم الثلاثة وهم: رجاء بن سلامة أستاذة محاضرة في كلية الآداب والفنون والإنسانيات من تونس، سيف الرحبي شاعر وكاتب عماني، وفريدريك لاغرانج باحث أكاديمي ومترجم ومدير قسم الدراسات العربية والعبرية في جامعة السوربون. وقال رئيس لجنة التحكيم طالب الرفاعي أن لجنة التحكيم مارست عملها خلال المراحل المختلفة للجائزة، محتفظة باستقلالية قرارها ونزاهة تعاملها مع جميع الأعمال الروائية المتقدمة للجائزة مع التأكيد على وجود روايات جيدة وممتعة لم يكتب لها الوصول إلى القائمتين الطويلة أو القصيرة.
طالب الرفاعي: "الرواية استكشاف رائع للعلاقة بين الفرد والدولة"
وتأتي قصة الكاتب السعودي عبده خال في فصله الأول "القصر" في إحالة إلى بقية الآية القرآنية "ترمي بشرر كالقصر"، وهو السبب الذي جعلها تمنع من معرض الرياض العام الماضي. وتدور أحداث الرواية في ذهن طارق فاضل الذي يستدعي تفاصيل حياته منذ انتقاله من حارة الحفرة في مدينة جدة. الحارة الفقيرة التي أسماها أهلها "جهنم" لأنها كانت بظروفها المستحيلة تمثل الجحيم الأرضي بالنسبة إليهم. وقد حافظ خال في روايته على غياب الوصف لأي شخصية، فالشخصيات غائبة بملامحها كأنها ليست من البشر، لكنها موجودة ومهيمنة بأفعالها. سيد القصر يستغل أبناء الحارة ويستخدم طارق فاضل الذائع العنف، فيضطهد ويعاقب به من يشاء. وقد اعتبر رئيس لجنة التحكيم طالب الرفاعي الرواية استكشافا رائعا للعلاقة بين الفرد والدولة.
يشار إلى أن الكاتب السعودي عبده خال، من مواليد عام 1962. حاصل على بكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الملك عبد العزيز في جدة. عضو مجلس إدارة في نادي جدة الأدبي، ومدير تحرير في جريدة "عكاظ"، ويكتب مقالا يوميا بالجريدة نفسها. وقد صدر له عدد من الروايات من بينها: "مدن تأكل العشب"، ورواية "فسوق". والجدير بالذكر أنه قد فاز بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الأولى بهاء طاهر عن روايته "واحة الغروب"، بينما ظفر يوسف زيدان بجائزة الدورة الثانية عن روايته "عزازيل".
0 التعليقات:
إرسال تعليق